أسباب بدانة الأطفال
ما تأثيرها في صحتهم؟ ما هي الطرق الواجب اتباعها لتفادي تلك الظاهرة السلبية التي بدأت تتزايد في المجتمع العربي؟
يكثر الكلام عن بدانة الأطفال في الفترة الأخيرة، لا سيما مع ازدياد نسبة الأطفال البدينين في العالم وقلق الأمهات على صحة أولادهن وتخوّفهن من المشاكل التي يمكن أن تسببها تلك البدانة جسدياً ونفسياً على السواء.
ما أسباب بدانة الأطفال؟ ما تأثيرها في صحتهم؟ ما هي الطرق الواجب اتباعها لتفادي تلك الظاهرة السلبية التي بدأت تتزايد في المجتمع العربي؟
تلك الأسئلة وغيرها أجابت عنها د. ريتا فرنجي، اختصاصية في معالجة البدانة والريجيم والـ «ميزوثيرابي»، مشدّدة على دور الأم الأساسي في تنظيم حياة طفلها ونظامه الغذائي وتجنيبه مخاطر زيادة الوزن التي من شأنها أن تؤثر سلباً في صحته.
هل ازدادت نسبة بدانة الأطفال في الدول العربية لدرجة أصبح من الضروري معها التطرّق إليها؟
بدانة الأطفال مشكلة لا يجب الاستخفاف بها. تخطئ الأم التي تعتبر أن ازدياد وزن طفلها يكسبه صحة وجمالاً. على الع**، فإن من شأن البدانة أن تؤثر سلباً في صحته الجسدية والنفسية. ازدادت نسبة البدانة عند الأطفال في العالم في السنوات الأخيرة لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية، أما في الدول العربية فتجاوزت الـ 20% وهي نسبة لا يستهان بها.
أسباب بدانة الأطفال
تساهم أسباب كثيرة في انتشار تلك الظاهرة الخطيرة التي باتت من أبرز مشاكل العصر، من بينها: جلوس الأطفال ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفزيون، وتناولهم الطعام من دون القيام بأية حركة جسديّة، ما ينمّي لديهم الخمول. كذلك، يؤدي عدم وجود نظام غذائي سليم إلى جعلهم يكتسبون وزناً إضافياً، حتى وإن امتنعوا عن تناول الطعام. لذلك أدعو إلى تنظيم حملات توعية في الدول العربية لحثّ المجتمعات على التركيز على تلك المشكلة المتفاقمة التي تهدّد أجيالنا الصاعدة وتؤثر سلباً في صحة أولادنا.
على من تقع المسؤولية في زيادة وزن الطفل؟
الأم مسؤولة عن تربية طفلها؛ لذلك فإنه يجب أن تشمل تلك التربية العادات الغذائية السليمة والنظام الغذائي الصحي. عليها أن تدرك أن طفلها لا يحتاج، منذ ولادته، إلى السكر مع الحليب وألا تضيف السكر إلى الحليب في الرضّاعة كي لا يعتاد على تلك الطريقة الخاطئة. بما أنه يعتاد على تناول الأطعمة التي تحضرها له أمه، فإن عليها اعتماد نظام غذائي سليم. في هذا الإطار أنصحها بعدم الإكثار من الموالح والحلويات، من دون أن تحرمه في المقابل من أي شيء. المهم أن تهتم بنوعية الغذاء وبالتوقيت الملائم للوجبات الغذائية. مثلاً: لا يجوز أن يتناول الرقاقات المقلية (chips) والمشروبات الغازية عند الفطور أوالعشاء، يمكن السماح بها بكمية صغيرة بعد الظهر، والأفضل إبعادها عن متناوله لأنها غير مفيدة.
تعود 10% فحسب من أسباب البدانة إلى الوراثة والهرمون والـ90% المتبقية سببها النظام الغذائي والعادات السيئة.. من هنا يبرز دور الأم الأساسي في تجنيب طفلها مخاطر البدانة والاهتمام بنمطه الغذائي.
تعلّق الأطفال بالشوكولاتة.. ما أضرارها؟
لا يمكننا منع الأطفال من تناول الشوكولاتة، نظراً إلى المتعة التي يؤمنها للصغار والكبار على السواء. كذلك فإن لها منافع عدة: هي غنية بالمغنيزيوم والبروتين إذا كانت تحتوي على الحليب، لكن يجب ألا يكثر الأطفال من تناولها وأن يكتفوا بتناول لوح واحد منها بعد ساعة من الغداء، حتى الكبار فإنهم يجب أن يتمتّعوا بلوح صغير من الشوكولاتة، لأن الجسم يطلب هذا النوع من الحلوى بعد الغداء.
متى يجب أن تصطحب الأم طفلها لزيارة اختصاصي في معالجة البدانة؟
لا يمكن إجبار الأولاد على اتباع حمية غذائية إذا لم يكونوا مستعدين لذلك، علماً أنه يمكن للطفل، ابتداء من عمر التسع سنوات، أن يتبع حمية غذائية لا تتعارض مع نموّه، يصفها له طبيب معالج اختصاصي بالريجيم، يتابع حالته الصحية كي لا يتعرض إلى أية إشكالات خطيرة. ثمة أولاد كثر يعون مشكلتهم ويظهرون استعداداً لفقدان الوزن لأنهم يشعرون بأنهم مختلفون عن أصدقائهم، ما يدفعهم إلى تطبيق إرشادات الطبيب ليساعدهم في استعادة وزنهم الطبيعي.
الأطعمة الواجب على الأطفال تناولها بكثرة والأطعمة التي يجب تفاديها؟
عليهم تناول الفئات الغذائية كلها، كالغلوسيد والبروتيد والليبيد والفيتامين كاللحم والسمك والدجاج والخضار والفواكه. كذلك يجب الإكثار من شرب الحليب، وإذا كانوا يعانون من مشاكل في الهضم فإنه يمكنهم استبداله بالأجبان والألبان. في المقابل، يجب أن يتفادوا الأطعمة المقليّة لأنها لا تفيدهم البتة، نعلم أن الأطفال يحبون البطاطا المقلية لكن يجب أن يتناولوها مرة فحسب.
أما المشروبات الغازية، فهي غنية بالسكر، والغاز يسبّب النفخة، لذلك يجب استبدالها بالعصير ويجب تعويد أطفالنا على شرب الماء، لأن المشروبات الغازية مضرّة جداً، وقد بتنا نرى أطفالاً لا يستطيعون تناول الطعام إلا معها، وتلك مشكلة خطيرة. كذلك، فإن من الضروري استبدال الرقاقات المقلية (chips) بالم**رات (جوز، لوز...) لما فيها من منافع.
أهمية الحركة
يجب أن يمارسوا الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً.. وتكفي عشر دقائق منها لتحريك الدورة الدموية ومدّها بالنشاط والحيوية. ويجب أن يشجع الأهل أولادهم على ممارسة الرياضة من مثل السباحة وكرة القدم وكرة السلة وغيرها من النشاطات التي تعطيهم النشاط وتقوّي قدراتهم الجسدية والذهنية. كذلك أنصح الأولاد بعدم الجلوس أكثر من نصف ساعة أمام شاشة التلفزيون من دون القيام بأية حركة.
ما تأثير البدانة في صحة الطفل الجسدية والنفسية؟
تُشعر البدانة الطفل بعجزه عن التحرّك بسهولة وبثقل في ركبتيه، ما يؤدي إلى مشاكل في العظام (Arthrose). قد لا تتأثر صحته مباشرة بالبدانة لكنها تعرّضه لاحقاً، مع تقدمه في السن، إلى شتى أنواع الأمراض والتعقيدات الصحية، كارتفاع الكولسترول والتريغليسريد ومشاكل الضغط والقلب. كذلك تؤثر في نفسيته، إذ تشعره بقلة الثقة بالنفس والخجل من شكله الخارجي مقارنة مع أصدقائه الذين يتمتعون بصحة جيّدة ووزن طبيعي.
ما النصائح الواجب أن تعتمدها الأم لتربي ابنها وفق الأسس الغذائية السليمة؟
- تفادي المقالي وقدّمي وجبة واحدة من الحلويات يومياً، والأفضل أن تعوّدي طفلك على تناول الفواكه المجففة كالتمر والمشمش المجفف لأنها مفيدة.
- قدّمي له ثلاث وجبات غذائية يومياً، ولا تهملي وجبة الفطور والغداء والعشاء ولتحتوِ كل منها على الأطعمة المغذية والمفيدة لنموّه.
- عوّديه على شرب الماء بكثرة وأبعديه عن المشروبات الغذائية.
- شجّعيه على ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً.
منقول