دبي- العربية.نت، الرياض - رويترز
كشفت حملة الاعتقالات
الواسعة،
التي نفذتها أجهزة الأمن السعودية، قبل أيام، لمتشددين على صلة بتنظيم
القاعدة، أن هذا التهديد لم ينته بعد، رغم النجاحات التي حققتها إجهزتها
الأمنية في محاربة التطرف.
ويرى المراقبون أن التهديد، خلال الفترة الماضية، انتقل فقط الى اليمن الذي
يرتبط مع السعودية بحدود كبيرة،، إذ لا تزال القاعدة لا تجد صعوبة في
تجنيد سعوديين، وهو ما يعني مضاعفة الجهد في مكافة الإرهاب.
وفي قراءة لوكالة "رويترز" للأنباء، قال جيني هيل الخبير في شؤون اليمن في
معهد "تشاثام هاوس" البريطاني للبحوث "هذه الاعتقالات تلقي الضوء على
الطبيعة العابرة للحدود للتهديد الارهابي في المملكة، وتدعم الاعتقاد
القائل بأن مشكلات اليمن تمثل تحديا متناميا للسعودية".
وقالت السعودية التي صادرت أسلحة وأحزمة متفجرات في اطار حملتها ان
المتشددين كانوا يخططون لشن هجمات على منشآت طاقة ومنشات أمنية في المنطقة
الشرقية المنتجة للنفط.
|
مخاوف عالمية من اليمن وأضافت أن المتشددين مدعومون من تنظيم القاعدة في اليمن الذي قفز الى صدارة المخاوف الامنية الغربية بعد أن أعلن جناح القاعدة في اليمن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لشن هجوم على طائرة متجهة للولايات المتحدة في كانون الاول (ديسمبر).
وقال جيف بورتر مدير قطاع الشرق الاوسط وافريقيا في مجموعة "يوراسيا" إن "هذا يظهر أن القاعدة لا تجد صعوبة في تجنيد السعوديين وتحقق نجاحات في تجنيد اليمنيين فإن كان بامكانها مضاعفة قوتها فلم لا تفعل".
وتعرض اليمن الذي يكافح بالفعل لاشاعة الاستقرار في أنحائه لضغوط دولية لانهاء الاضطرابات الداخلية والتركيز على محاربة تنظيم القاعدة الذي قد يفضل شن هجمات على أهداف بارزة أكثر من أهدافه في اليمن ذاته.
وتزايدت المخاوف بشأن اليمن بعد أن أصيب الامير محمد بن نايف أكبر مسؤول عن مكافحة الارهاب في المملكة، بجروح طفيفة في هجوم انتحاري على منزله في أيلول (سبتمبر) الماضي على يد سعودي ادعى انه متشدد تائب عائد من اليمن. |
|
قدرة الأمن السعودي وقال بورتر لرويترز "القاعدة تريد مهاجمة أهداف بارزة فشن هجوم في صنعاء لن يكون له الاثر الذي قد يحدثه هجوم في السعودية".
وشن المتشددون هجمات عديدة في الفترة من 2003 الى 2006 وشملت الهجمات تفجير قنابل في مجمعات سكنية يقطنها أجانب ومقر وزارة الداخلية في الرياض وشركات نفط وبتروكيماويات بالاضافة الى محاولة اقتحام أكبر محطة لمعالجة النفط في العالم والواقعة بمدينة أبقيق في 2006.
وتبرز حملة الاعتقالات قدرة أجهزة الامن السعودية على احباط مؤامرات زعزعة الاستقرار في المملكة قبل وقوعها.
ولم تقل الرياض متى وقعت الاعتقالات التي تم الاعلان عنها قبيل مؤتمر عن مكافحة الارهاب تحت رعاية الامير نايف وزير الداخلية الذي حقق نجاحات في اقناع رجال الدين بانتقاد الفكر المتشدد.
ويعتقد على نطاق واسع أن الاعتقالات أعقبت عملا استمر شهورا بعد اعتقال متشدد في تشرين الاول (أكتوبر) عقب اشتباك عند نقطة تفتيش بمنطقة جازان الجنوبية قتل فيه متشددان وشرطي.
وقالت الوزارة ان 11 سعوديا ويمنيا واحدا شكلوا خليتين كل منهما تضم ستة رجال وكانوا في مراحل مبكرة من التخطيط لهجمات والباقون كانوا يجمعون المال ويأوون متشددين تم جلبهم الى المملكة. |
|
تجنيد النساء وقال اللواء منصور التركي المتحدث الامني ان المعتقلين الباقين وعددهم 101 "كانوا يعملون على تأسيس قاعدة سعودية لتنظيم القاعدة لمهاجمة مسؤولين أمنيين".
وقالت الوزارة ان الاجانب المعتقلين دخلوا البلاد اما للعمل أو للحج أو تسللوا بشكل غير مشروع.
وكان المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، كشف عن وجود امرأة سعودية بين عناصر الشبكة الإرهابية الـ101 شخص، وأنها قيد التحفظ من قبل الجهات الأمنية لتحديد موقفها، وهو ما يعني أن المرأة لا تزال هدفاً استراتيجياً للقاعدة.
ويمثل الاجانب نحو 30% من سكان المملكة. وقال اللواء التركي "حقيقة أن هذه الاعتقالات شملت بعض الاجانب لا تعني أننا نهون من شأن التهديدات التي قد تأتي من جانب مواطنين سعوديين". |