الإسراف في احتساء القهوة والشاي والكولا يؤدي إلى هشاشة العظام
هل هشاشة العظام مرض جديد؟ إذ إن الحديث عن الهشاشة قد تزايد بدرجة طاغية في السنوات الأخيرة حتى أصبح عفريتا يخشاه الناس والحقيقة أن الهشاشة قد ازداد معدلها فعلا، غير أن هذه الزيادة بعضها حقيقي، وبعضها الآخر ظاهري خادع.
أما الزيادة الحقيقية فمردها إلى زيادة معدل العمر بين الناس نتيجة التقدم الصحي، وطبيعة الحياة التي نعيشها، والتي تتسم بقلة الحركة، والعزوف عن الرياضة في ظل توافر وسائل الراحة والرفاهية (كالسيارات والمصاعد الكهربائية وغيرها) ونوعية الطعام الذي نأكله، والإقبال على الوجبات السريعة، والتي تحتوى على نسبة كبيرة من الدهون، وتفتقر إلى الكالسيوم.
هشاشة العظام تسمى باللص الصامت، إذ أنها تسرق من العظام كتلتها دون أن تترك خلفها أثرا يدل عليها في كثير من الأحوال، وإنما نعرف الهشاشة من عرضين اثنين :
1- ألم حاد غالبا ما يكون في النصف السفلي من الظهر، وذلك يرتبط بحدوث شرخ دقيق للغاية في إحدى الفقرات الظهرية أو القطنية، لا يُرى في الأشعة العادية السينية، ويحتاج إلى أشعة مقطعية لإظهاره.
2- كســـر بالعظام الهشة، يحدث من إصابة طفيفة للغاية ،كأن يتعثر المصاب في طرف سجادة، أو تزل قدمه على أرض مبللة، وهناك ثلاثة أماكن تظهر فيها الهشاشة بصورة واضحة جلية، ومن ثم تكون أكثر عرضة لل**ور، وهى عنق عظمة الفخذ، وجسم الفقرات الظهرية أو القطنية، والنهاية السفلى لعظمة الكعبرة عند الرسغ.
يتم تشخيص المرض في اغلب الحالات بعد حدوث المضاعفات مثل حدوث كسر للعظام بعد حادث بسيط لا يمكن أن يسبب في حدوث **ر في عظام إنسان طبيعي، أو عن طريق الكشف على كثافة العظام وذلك عادةً يكون إما بالصدفة أثناء كشف روتيني لمريض قبل علاج يعطى له مثل المرضى الذين قد يحتاجون لعلاجات معينة من الممكن أن تؤثر على العظام مثل مركبات الكورتيزون أو أن المريض عمل له فحص كثافة العظام بحالات مرضية قد تؤثر على العظام مثل نشاط الغدة الجار درقية .
الفحص السريري يمكن أن يدل الطبيب على احتمال أن المريض لديه هشاشة عظام مثل وجود تحدب بالظهر مع تقدم في السن أو أن المريض فقد من طول قامته . يتم التأكد من تشخيص المرض وذلك عن طريق عمل فحص أشعة كثافة العظام التي سوف تقيس كثافة العظام في منطقة الفقرات القطنية ( البطنية ) أو عظام الورك .و لمعرفة أسباب المرض قد يحتاج الطبيب لعمل بعض تحاليل الدّم والبول وبعض الأشعة.
والمقولة الشهيرة (الوقاية خير من العلاج) تنطبق تماما على هشاشة العظام، إذ أن الوقاية منها أسهل و أجدى، إلا أنها يجب أن تبدأ في سن مبكرة، ويمكن تحقيق الوقاية من الهشاشة باتباع ما يلي :
1- ممارسة الرياضة البدنية، وخاصة الرياضة التي تجرى معا**ة للجاذبية الأرضية مثل المشي الرياضي، والتمرينات البدنية، وألعاب الكرة، فقد لوحظ أن رواد الفضاء الذين يقضون وقتا طويلا في منطقة انعدام الجاذبية الأرضية، يتعرضون لنوبة حادة من الهشاشة.
2- الطعام المتكامل المتوازن الذي يحتوى على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، وهي العناصر المهمة لتكوين العظام.
3- الامتناع عن التدخين، وتناول الكحوليات، والإسراف في احتساء القهوة والشاي والكولا.
4- ينبغي الحذر عند الاستعمال الطويل لبعض العقاقير المعروفة بارتباطها بهشاشة العظام مثل الكورتيزون وبعض أدوية الصرع ومضادات التجلط، إذ يجب على المريض أن يتناول معها علاجا للوقاية من الهشاشة.
5- هناك بعض الأمراض التي يصاحبها هشاشة العظام مثل مرض الروماتويد حيث يكون المريض قليل الحركة أثناء نشاط المرض، وقد يتعاطى الكورتيزون لفترات طويلة، ولذلك قد يكون من المفيد أن يتناول في نفس الوقت علاجا للهشاشة.
وأما عن علاج الهشاشة نفسها، فهناك أدوية كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة، بعضها يعمل على تثبيط عملية هدم العظام، وبعضها يعمد إلى تنشيط عملية البناء، مثلاً: الأدوية ثنائية الفوسفات، ولعلها من أنجح العقاقير المستخدمة حتى الآن، وهى تقوم بتثبيط عملية الهدم بما يعيد التوازن المفقود للمنظومة الطبيعية، ويقلل من الهشاشة، وهى متوفرة على هيئة أقراص، وتعطى أسبوعيا، أو سنويا. ومن أشهر هذه العقاقير: ريزدرونات (اكتونيل)- بحيث يقلل خطر الت**ير (فقري وغيره) بغضون نصف سنة. ويحافظ على جودة العظم ومبناها الداخلية.
ويمكن تناول علاج الأكتونيل أسبوعيًا أو شهريًا، مما يجعل المريض لديه فرصة الإختيار بطريقة العلاج.
منقول