السلطة برام الله تلغي تكريم الشهيدة دلال المغربي
سرايا - ذكرت تقارير صحفية أن السلطة الفلسطينية قررت إلغاء حفل افتتاح لميدان عام وسط رام الله بالضفة الغربية المحتلة، كان مقررا الخميس، يخلد ذكرى الشهيدة دلال المغربي، التي قادت عملية فدائية داخل فلسطين المحتلة عام 1978، أسفرت عن مقتل 35 إسرائيلياً.
وقال ثلاثة مسؤولين فلسطينيين شاركوا في تنظيم الحفل لتكريم دلال المغربي إنّ إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية إلغاء المراسم التي كانت ستتضمن إطلاق اسمها على ميدان قرب رام الله، وكان سيكشف النقاب عن لوحة تذكارية باسمها.
ونقلت تقارير اسرائيلية عن مصادر في السلطة ان قرار إلغاء الحفل "أخذ بعين الاعتبار تواجد نائب الرئيس الامريكي، بايدن بالمنطقة ورغبة السلطة بتجنب ان يوجه لها انتقادا بهذا الخصوص على اثر الضغوطات الاسرائيلية الشديدة التي تطالب بالغاء حفل الافتتاح والامتناع عن اطلاق اسم دلال المغربي على الميدان".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاجم كلا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، واتهمهما بالتحريض ضد إسرائيل، من خلال الموافقة على إطلاق اسم "مخربة قتلت الإسرائيليين" على أحد الميادين في رام الله.
وعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، أمس، جلسة خاصة بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية لمناقشة تقرير "مؤشر التحريض الفلسطيني". وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فان الفترة المقبلة ستشهد صدور تقرير دوري كل ثلاثة أشهر، تحت عنوان "مؤشر التحريض"، بهدف الضغط على السلطة الفلسطينية.
يذكر ان وزير الإعلام والجاليات الإسرائيلي، يولي أدلشتاين كان بعث مؤخرا برسالة إلى نتنياهو طالبه فيها "بالتعامل بحزم مع نية السلطة الفلسطينية افتتاح ميدان عام وسط رام الله يخلد ذكرى دلال المغربي".
في هذه الأثناء، اتهم العضو العربي بالكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، إسرائيل بالرياء بعد احتفال رسمي لإرهابيين يهود هاجموا أهدافا عربية وبريطانية قبل إقامة الكيان عام 48.
وحسبما ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية في عددها الصادار اليوم الخميس، عقد الكنيست جلسة خاصة، أمس، لإحياء ذكرى 12 إرهابياً يهودياً أعضاء في جماعات صهيونية حملت السلاح ضد السلطات البريطانية حتى عام 1948 والمواطنين العرب في المنطقة .
وهاجم أحدهم حافلة تقل عربا بينما كان اثنان آخران وراء اغتيال وزير الدولة البريطاني في الشرق الأوسط في القاهرة عام 1944 .
وقال الطيبي في الجلسة قبل أن يطرد من القاعة هو وعضو عربي آخر وهو يحتج أثناء الاحتفال “يبدو أن من يسمح لنفسه بفرض شروط على السلطة الفلسطينية بكيف يسمون هذه الساحة أو تلك في رام الله يجيز لنفسه أن يكرّم غلاة الإرهابيين اليهود . انه معيار أخلاقي مزدوج".
نبذة عن دلال المغربي
دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948
تلقت دلال المغربي دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت. التحقت دلال بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني.
ووضع خطة العملية أبو جهاد. وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة ركّاب إسرائيلية من أجل مبادلة ركابها بأسرى فلسطينيين.
كانت العملية استشهادية ومع ذلك تسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إلى دلال.
عرفت العملية باسم احد قادة فتح كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني الذي قتل مع كمال ناصر والنجار في بيروت وكان وزير الامن الاسرائيلي الحالي، ايهود باراك رئيسا للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت وقتلتهم عام 1973 في بيوتهم في شارع السادات قلب بيروت.
في صباح يوم 11 مارس/ آذار نيسان 1978 نزلت دلال مع فرقتها الاستشهادية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وان إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو .
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه كان متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب..
بعد ساعتين من النزول على الشاطيء.. وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي ايهود باراك ، بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين.
قامت فرقة الجيش الخاصة بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا. وهناك اندلعت "حرب حقيقية" بين دلال ورفاقها والقوات الإسرائيلية، الى ان تمكنت الاخيرة من فرض سيطرتها على الحافلة وقتل معظم أفراد المجموعة فيما أصيب وأسر ثلاثة آخرين منهم (هم خالد أبو أصبع وحسين فياض وقد تحررا ضمن صفقات لتبادل الاسرى فيما لا يزال مصير يحيى سكاف غامضا، وقد سقط في العملية العشرات من الاسرائيليين والجنود المهاجمين ( اعترفت اسرائيل بمقتل 53 واصابة 71 ) .
تركت دلال المغربي التي بدت في تلك الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي شهيدة أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني
منقول
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]