مقدسيون يحذرون من المساس بالأقصى والمقدسات الإسلامية.. افتتاح اكبر كنيس يهودي في القدس الإثنين المقبل
حذر عدد من الشخصيات المهتمة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك من إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المساس بالمسجد الأقصى المبارك في ظل تزايد التحضيرات من قبل جماعات يهودية لوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم وافتتاح كنيس الخراب خلال الأيام القريبة القادمة.
وأكد حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس بحركة التحرير الفلسطيني فتح بان الوضع في مدينة القدس المحتلة مشتعل ولا يحتمل أي شرارة.
وقال عبد القادر في تصريح خاص لـ "الحقيقة الدولية" أن دولة الاحتلال إذا أرادت إشعال الوضع والمنطقة، فهي تتحمل المسؤولية الكاملة.
وكانت جماعات يهودية نشرت إعلانات تقول فيها أن تنوي وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم في الأيام القريبة من هذا الشهر.
وقال أن الجماعات اليهودية تؤكد أنها تنوي افتتاح ما يسمى كنيس الخراب مكان منزل أعطاه السلطان العثماني لعائلة يهودية فقيرة لتسكنه، وذلك في القرن التاسع عشر، وما تبقى منه الآن هو بعض الحجارة، من خلالها يحاول المتطرفون تكريس الاحتلال وإحياء الكنيسة، مع العلم انه وقف إسلامي.
وأضاف عبد القادر أن الجماعات اليهودية تنوي وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم في 17 من الشهر الجاري بناء على نبوءة حاخام وصفه بالمعتوه.
وحذر عبد القادر الحكومة كيان العدو الصهيوني من السماح لأي متطرف بإقتحام وتدنيس المسجد الأقصى وتدنيسه، ووجه نداء للمواطنين للتواجد في المسجد الأقصى في الأيام القريبة.
ومنذ يوم أمس الجمعة تنشر قوات الاحتلال الإسرائيلي المئات من جنودها وحرس الحدود وقوات المخابرات في البلدة القديمة من القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك وتمنع الفلسطيني من دون السن 50 عام من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك.
وقال زياد الحموري مدير مركز القدس للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" أن الشارع المقدس الآن يعيش حالة غليان على ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي وقد يؤدي ذلك إلى انفجار انتفاضة كبيرة شبيهة للانتفاضة الفلسطينية عام 1987.
وأضاف الحموري، أن الجماعات اليهودي تخطط منذ فترة طويلة إلى أن يوم 16 الشهر الجاري سيكون هناك حدث هام ومغير للواقع في القدس المحتلة.
وتوقع الحموري أن تقدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام للمسجد الأقصى بشكل كبير أو الاستيلاء على جزء منه أو هدم جزء منه لوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم.
وأضاف الحموري أن دولة الاحتلال تهدف بافتتاح كنيس الخراب إلى جعله ابرز معلم موجود بالقدس حيث أن قبته البيضاء أعلى من قبة الصخرة المشرفة ويحجبها أيضا عن العيون وإذا ما نظرت إليها من جهة أخرى فالقبة تحجب كنيسة القيامة وبالتالي هناك استهداف واضح للمعالم الإسلامية والمسيحية بالقدس.
وحذر الحموري دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى من الإقدام على خطوة مثل ذلك حيث أن الشارع المقدس يغلي وقد ينفجر في أي لحظة.
وتشهد مدينة القدس المحتلة مواجهات مستمرة بين الجيش والمقدسيين الغاضبين على إجراءات الاحتلال في المدينة وضواحيها واستهداف المقدسات في حين تشن قوات الشرطة حملة اعتقالات كبيرة في صفوف الشباب.
استنكر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في مدينة القدس والأقصى المبارك، معتبرا ما يجري: "محاولة إسرائيلية سافرة لفرض سياسة الأمر الواقع منعا لأية تسوية لتقسيم المدينة، وضمانا لأكثرية يهودية تجعل من إمكانية أن تكون القدس الشرقية يوما عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة أمرا مستحيلا".
وقال: "عودنا الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 على انتهاك كل الحقوق الفلسطينية وعلى كل الأرض الفلسطينية وعلى رأسها مدينة القدس الشريف، إلا أن ما يجري في هذه الأيام من اشتدادٍ لهجمة الاحتلال وفي جميع الاتجاهات: استيطان، وتهجير، وهدم، وحصار، وحفريات، ومصادرة أراضي وطرد لسكان القدس وإحلال عتاة المستوطنين مكانهم، والتي جاءت مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جون بايدين، تدل كلها على مدى إصرار إسرائيل على تحدي الشرعية والإرادة الدولية ، وإمعانها في إهانة الأمتين العربية والإسلامية، وعمق تمردها على مرجعيات عملية السلام ، واستهتارها بكل الجهود المبذولة دوليا لإعادة المفاوضات على أسس واضحة وجدول زمني محدد".
وأضاف، "ما من شك في أن إسرائيل وهي ترتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والقانون الدولي، إنما تفعل ذلك لاطمئنانها للموقف الدولي الذي لم يتجاوز ولا يريد أن يتجاوز حد استنكار خجول لممارسات إسرائيل، نحو اتخاذ إجراءات صارمة تضع حدا ولمرة واحدة للاحتلال وجرائمه من جهة، ولثقتها أنها مهما فعلت في القدس والأقصى وفلسطين فلن يخرج العرب والمسلمون عن صمتهم، ولن يرفعوا يدا في وجهها، من الجهة الأخرى. إن شروع قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ أيام وحتى الآن، بتنفيذ تصعيد جديد بحق المسجد الأقصى متمثلة باقتحام وإغلاق عدد من المدارس الإسلامية المحيطة والملاصقة للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى اقتحام العديد من المنازل المحيطة في المنطقة، وإغلاق مدرسة رياض الأقصى الثانوية للبنات التي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك قرب باب السلسلة، وإخراج الطالبات منها، ووضع عناصر من شرطة الاحتلال على بوابات المدرسة، وإغلاق المدرسة الثانوية الشرعية داخل المسجد الأقصى، التي تقع بين بابي الأسباط وحطة، فوق ما يفرضه من حصار على المسجد الأقصى مما قلص عدد المصلين على الحد الأدنى، كلها تدل على أن إسرائيل ماضية في تنفيذ خططها في القدس الشرقية ضاربة بعرض الحائط كل التوجهات والاعتراضات على هذه الانتهاكات الخطيرة".
وأكد على أن "الأحداث الأخيرة تستدعي تحركا عربيا ودوليا جديا يوقف هذا الزحف الإسرائيلي المدمر قبل فوات الأوان. كما ويستدعي منا نحن المجتمع العربي في الداخل تكثيف دعمنا للقدس والأقصى وعلى جميع المستويات ، وعليه أدعو كل جمعياتنا الناشطة في هذا المجال وعلى رأسها (جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات) إلى وضع خطط طوارئ في حدود الممكن والمستطاع لتنظيم أعمال الدعم البشري والمادي والمعنوي للقدس وأهلها ، لعلنا نعذر أمام الله والتاريخ".
من جانبها دعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس إلى تكثيف التواجد الدائم والمستمر في المسجد الأقصى، وعلى مدار أيام السنة كلها.
وقال الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية: "يوم 15 آذار القريب، أعلنته الحكومة الإسرائيلية يومًا لافتتاح أكبر كنيس يبنيه اليهود بعد الهيكل الثاني، يسمى كنيس "هاحوربا" باللغة العبرية، أي كنيس الخراب، يبتعد عشرات الأمتار عن الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ومما لا شك فيه أن افتتاح الكنيس في الحي الإسلامي، وتحت هذا الاسم دلالات كبيرة في مستقبل مدينة القدس، خاصة إذا ما تم الوقوف عند ما تتحدث عنه الجهات الإسرائيلية من أن حاخامًا إسرائيليًا عاش في العام 1750م، وكتب يومها متنبئًا كما يزعمون أن يوم إعادة افتتاح كنيس الخراب هو يوم إعادة بدء البناء في الهيكل الثالث، ما يشير إلى أن يوم 15 آذار يبدو أن له دلالات لدى المجتمع الإسرائيلي، خاصةً إذا ما أشرنا إلى أن شهر آذار وبدايات شهر نيسان هي أيام أعياد مميزة عند اليهود، وخاصة عيد الفصح".
وذكر خطيب انه في عيد الفصح العام الماضي كان هناك اقتحام كبير من قبل اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وبالتالي فإننا بين يدي مشاهد كلها مخيفة ومرعبة، وتشير إلى أن مستقبل القدس ما زال غامضًا إذا ما تم التأكيد على أن هذا العام فعلاً هو عام مفصلي، فإسرائيل تريد فيه وضع النقاط على الحروف فيما يخص الأقصى المبارك ومدينة القدس، فالافتتاح الرسمي الذي سيشارك فيه قادة إسرائيل سيكون الإعلان غير المباشر عن البدء بمشروع بناء الهيكل الثالث كما تتحدث كثير من الأوساط اليهودية".
وأوضحت مؤسسة الأقصى: "انه بحسب ما رصد خلال الأيام الأخيرة هناك تركيز واضح من قبل إسرائيل على افتتاح كنيس الخراب في البلدة القديمة بالقدس، بعد عمل دام أكثر من أربع سنوات في هذا الكنيسة، واعتباره أكبر وأعلى كنيس يهودي يبنى بالقرب من المسجد الأقصى، علماً أن هذا الكنيس أقيم على حساب المسجد العمري وأرض وقفية إسلامية في حارة الشرف – وهو حي إسلامي احتلته إسرائيل عام 1967م، وهدمت وصادرت الأغلبية الساحقة من الحي وهجّرت الفلسطينيين من بيوتهم، وحولت الحي إلى حي استيطاني تحت اسم الحارة اليهودية، ويبرز التركيز الإسرائيلي على افتتاح " كنيس الخراب".
وقالت انه من خلال التقارير الإعلامية العبرية عن الموضوع ، وكذلك الدعاية الواسعة على مواقع الإنترنت، وتوزيع الدعوات الشخصية لحضور الافتتاح، وبالتحديد على موقع ما يسمى بموقع "الحارة اليهودية بالقدس القديمة"، ووضع فيلم فيديو قصير عن هذا الكنيسة، وتذكير المصادر العبرية أن "القيادات الدينية والسياسية" في إسرائيل سيحضرون الافتتاح، فيما هناك إشارات إلى تحضير غير مسبوق من قبل الشرطة الإسرائيلية، تتزامن مع افتتاح الكنيسة.
أما عن برامج الافتتاح الرسمي لكنيس الخراب فقالت "مؤسسة الأقصى" بحسب المعلومات فسيكون يوم الأحد 14/3/2010: يوم دراسيا تهويديا مطولا وإدخال سفر "التاناخ" إلى "كنيس الخراب" بمشاركة الربانيم المركزيين، والبرنامج يبدأ الساعة العاشرة صباحا وينتهي الساعة الثامنة ليلاً، أما يوم الإثنين 15/3/2010م فسيكون الافتتاح الرسمي لـ "كنيس الخراب"، يبدأ الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة الثامنة والنصف تقريبا، يتخلله كلمات لسياسيين وربانيم، عروض ضوئية وصوتية عن كنيس الخراب " ومرفقات تهويدية ، يتبعها عروض ضوئية وصوتية عن كنيس الخراب ليلاً وبالمجان بتواريخ متفرقة من 17/3 إلى 23/3.
منقول